بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يُغادر من عباده الأتقياء إلّا رفع ذكرهم، ولا يُخلي الأرض من حَمَلة كتابه وأمناء رسالته، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.
السيّد عبّاس علي الموسوي: فقيد لبنان وعالم الدراسات القرآنية
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا مع أهل العلم والإيمان نبا رحيل سماحة العلّامة السيّد عبّاس علي الموسوي (رحمه الله)، وكان أحد أعمدة الحوزة العلمية في لبنان، وركيزة من ركائزها التي أنارت الدرب لعشرات من فضلاء العلماء وطلبة العلوم الدينية الذين نهلوا من معين علمه واستضاءوا بنور هديه.
لقد عُرف الفقيد السعيد (رحمه الله) بعلوّ همّته وسَعة باعه في علوم القرآن والحديث والتفسير، حتى غدا مرجعًا بارزًا في الدراسات القرآنية، تاركًا وراءه إرثًا علميًا يزيد على العشرين مؤلفًا، في طليعتها:
• الواضح في التفسير
• أوضح البيان في تفسير القرآن
• آية وقصة
• الأصدق في قصص الأنبياء
كما كان سماحته من أوائل الداعمين والمشجعين على إنشاء مركز صُحُف لحفظ التراث القرآني والكتابي في لبنان، ورأى فيه خطوة رائدة لصيانة ذخائر الأمة وفتح أبواب جديدة للبحث القرآني المعاصر. وكان من أوائل المباركين لفكرة متحف صُحُف القرآني الذي يشهد اليوم على رؤية علمائية راسخة في خدمة كتاب الله العزيز.
لقد خسر لبنان والعالم الإسلامي برحيله عَلَمًا من أعلام الفكر القرآني، لكنّ عزاءنا أنّ آثاره باقية، وتلامذته المنتشرون في الساحة الدينية والفكرية يواصلون المسيرة التي عاش لها .
وباسمي وباسم مركز صُحُف للتراث القرآني والكتابي، نتقدّم إلى عائلة الفقيد الكبير، وإلى الهيئات العلمائية الكريمة التي كان فاعلًا ومؤثرًا فيها، بأصدق مشاعر العزاء وأحرّ كلمات المواساة، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يتغمّده بواسع رحمته، ويُسكنه فسيح جنّاته، ويرفع درجته مع النبي وآله الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).